النمو اللغوي عند الأطفال ومراحله المختلفة
تُعد اللغة عنصرًا بنائيًا أساسيًا في حياةِ كل طفل، فبجانب دورها الاجتماعي كأداة اتصالٍ وتفاهم؛ فإن لها وظيفة عقلية في تكوين المفاهيم، بالإضافة لوظيفتها النفسية في التعبير عن النفس والوجدان.
واللغة هي التي تجعل الطفل قادرًا على مواكبة مراحل النمو المختلفة، فهي بوابته نحو المعرفة، وتفتح أمامه آفاقًا واسعة وشاملة.
ما معنى اللغة؟
يُعرِّف علماء النفس اللغة على أنها الوسيلة التي يمكن من خلالها تحويل أي صورة أو فكرة ذهنية إلى خصائص وأجزاء، يمكن تركيبها في أذهاننا بواسطة كلمات معبرة.
قسَّم العلماء اللغة الصوتية إلى قسمين
(1) اللغة الرمزية Symbolic Language وهي لغة التفكير والإدراك.
(2) اللغة الوجدانية Evocative Language والتي يعبر الإنسان بواسطتها عن انفعالاته المختلفة.
ما معنى النمو اللغوي عند الأطفال؟
النمو اللغوي هو العملية التي يكتسب الطفل من خلالها الكلمات، ليتمكن من التعبير عن نفسه، وإيصال ما يريد لمن حوله، باستخدام تلك الكلمات.
يبدأ النمو اللغوي عند الطفل منذ أن يستمع إلى أمه، وكلما زاد استماعه لها، كلما ارتبطت لديه تلك الرموز الصوتية بما تدل عليه من أشياء، ومن خلال تلك المعاني والمفاهيم يتشكل الرصيد اللغوي للطفل.
ونظرًا لكون الطفل بفطرته محبًا للاستطلاع، ولديه الفضول لمعرفة كل ما يدور حوله؛ فإن ثروته اللغوية تزداد يومًا بعد يوم، ومعايشته مع من يتصل بهم تجعله يضيف إلى قاموسه اللغوي كلمات وتراكيب لغوية جديدة باستمرار.
قد يعجبك: أهمية التعزيز الإيجابي في تربية الأبناء
لذلك فإنه يتوجب على الآباء والأمهات التحدث للأطفال الرضع، والتحدث أمامهم، ونطق الكلمات بشكلٍ صحيح، فالبعض قد يظن أن التحدث لرضيع بعمر ثلاثة أو أربعة أشهر، هو أمر لا معنى له، ولكن الواقع هو أن الطفل يبدأ في تخزين كل الكلمات والرموز الصوتية، ويربطها بما تدل عليه.
مراحل النمو اللغوي عند الأطفال
أجمع كثير من المتخصصين في مجال الطفولة على أن عملية النمو اللغوي عند الأطفال تنقسم إلى عدة مراحل، على النحو التالي:
(1) مرحلة ما قبل الكتابة
وتبدأ من عمر (3-6) سنوات، وهي المرحلة التي تسبق تعلم الطفل الكتابة، ويميل الطفل فيها إلى القصص المصورة للحيوانات والطيور، والحكايات الخرافية، حيث تقدم القصص من خلال التعبير الصوتي، وتصاحبها الصور والرسوم، والموسيقى والمؤثرات الصوتية.
(2) مرحلة الكتابة المبكرة
تبدأ مرحلة الكتابة المبكرة من سن 6 إلى 8 سنوات، حيث يبدأ الطفل في تعلم القراءة والكتابة، ومع ذلك تظل قدرته على فهم اللغة المكتوبة محدودة، ويستخدم الطفل في تلك المرحلة الأدوات نفسها المُستخدمة في المرحلة السابقة، ولكن مع إضافة الكلمات والعبارات البسيطة بجانب المجسمات والصور.
(3) مرحلة الكتابة الوسيطة
تكون مرحلة الكتابة الوسيطة في المرحلة العمرية من 8 إلى 10 سنوات، وفيها يكون الطفل قد قطع الشوط الأكبر في طريقه لتعلم القراءة والكتابة، ويبدأ قاموسه اللغوي في الاتساع، بحيث يمكن أن نقدم له القصص الكاملة المزودة بالرسومات والكلمات البسيطة كي يقرأها.
(4) مرحلة الكتابة المتقدمة
تبدأ مرحلة الكتابة المتقدمة من عمر 10 إلى 12 عام، وفيها يكون القاموس اللغوي للطفل قد ضم عددًا كبيرًا من الكلمات والعبارات، والتراكيب اللغوية، بسبب مرور فترة كبيرة منذ بداية تعلم اللغة.
(5) مرحلة الكتابة الناضجة
تبدأ مرحلة الكتابة الناضجة من سن 12 إلى 15 سنة وما بعدها، وفي تلك المرحلة يكون الطفل قادرًا على فهم اللغة بشكلٍ كامل.
بقي لنا أن نشير إلى أن النمو اللغوي عند الأطفال في جميع مراحله يتأثر بعواملٍ كثيرةٍ، منها ما هو عضوي، كالحالة الصحية للطفل، والأعضاء الحسية المرتبطة بعملية الكلام، ومنها ما هو اجتماعي واقتصادي ونفسي، ويرتبط ببيئة الطفل ومدى شعوره بالأمان والاستقرار النفسي فيها.