كيف تستغل فضول طفلك في الابتكار والتعلُّم؟
من الأمور الطبيعية أن نجد لدى كل طفل فضولًا غريزيًا، يدفعه نحو الحرص الشديد على معرفة كافة الأمور، والحصول على إجابات لكل الأسئلة التي تدور داخل عقله الصغير.
قد يكون الفضول الزائد عن الحد صفة سيئة ومنبوذة عند البالغين، وعادة ما يكون الشخص الفضولي مزعجًا، وغير مرغوب فيه، أما فضول الطفل فهو من الأمور الإيجابية، ومن علامات الذكاء، ونشاط العقل؛ وتقع مسؤولية كبيرة على الأبوين في تعزيز تلك الصفة عند الطفل، وتوجيهها بالشكل الأمثل، لمساعدة الطفل على التعلم، وجعله ذكيًا، ومبتكرًا.
إليكم بعض الطرق التي يمكنكم من خلالها جعل الطفل متعلمًا فضوليًا ونشطًا:
(1) مدح الطفل والثناء على جهوده وإنجازاته
يجب عليك التركيز على المجهود الذي يبذله الطفل من أجل القيام بالأمور على نحوٍ جيد، ومن الضروري أن يسمع الطفل عبارات المدح مع كل محاولة يقوم بها، فالمحاولات الجادة والمتواصلة قد تكون أهم من الناتج النهائي.
(2) شجع طفلك على القراءة
قيامك بالقراءة بصوتٍ عالٍ ومسموع أمام طفلك، سيكون من أكثر الأمور التي تشجعه على القراءة، وكلما قرأ الطفل أكثر، كلما كان أكثر استعدادًا للتعامل مع الواجبات المدرسية، وفهم بعض المواد الصعبة، مع تقدمه في مراحل الدراسة، فضلًا عن توسيع مداركه، وبناء المفاهيم المختلفة داخل عقله.
قد يعجبك: أهم الأسباب التي تجعل الطفل يكره القراءة
(3) اهتم بجميع الأسئلة التي يطرحها طفلك
من الأمور السلبية التي يقوم بها الأبوان، وتساهم في تراجع الشغف والفضول التعليمي لدى الطفل، هي تجاهل أسئلته المتكررة، واعتبارها نوعًا من الإزعاج، بل والترسيخ عند الطفل أن كثرة السؤال يُعدُ نوعًا من السلوك السيء!
يجب عليك أن تُظهِر اهتمامًا بما يطرحه طفلك من أسئلة، وتأكد أن الطفل الذكي هو الذي يسأل كثيرًا. حاول الإجابة على تلك الأسئلة، حتى إذا كنت متعبًا أو مشغولًا، وحتى الأسئلة التي لا تعرف إجاباتها، فعليك بالبحث في الكتب، وإشراك طفلك معك في استكشاف المعلومات الصحيحة.
(4) شراء الكتب وزيارة المكتبات العامة
من المهم أن تجعل طفلك معتادًا على شراء الكتب بشكلٍ دوري، وأن تصحبه معك لزيارة المكتبات العامة، وترشح له الكتب المناسبة لسنه، وتحترم رغبته في اقتناء المجلات وسلاسل المغامرات المختلفة.
وبجانب الفائدة الكبيرة للقراءة، فإن زيارة المكتبة سوف تجعل الطفل اجتماعيًا، وتعزز قدرته على التواصل مع الآخرين.
(5) القيام بنزهات عائلية للحدائق والمتاحف
القيام برحلات للحدائق، والمتاحف، والأماكن الثقافية، سوف يمنح الطفل الفرصة للسؤال عن كثير من الأشياء، واكتساب المعرفة، وإخبار الآخرين عما قام به.
(6) إشراك الطفل في الأعمال المنزلية
حاول أن تُشرِك طفلك في الأمور المنزلية، كالطبخ، والنجارة، وإصلاح الأشياء، والأعمال اليدوية، فمثل تلك الأمور تساعد على تنمية ذكاء الطفل، واستخدام أفكاره الخاصة، وتعلم مهارات جديدة.
(7) التقليل من معدل مشاهدة التلفاز
يجب ألا يزيد معدل مشاهدة الطفل للتلفاز يوميًا عن ساعة أو ساعتين على الأكثر في اليوم، لأن قضاء الطفل لوقتٍ أكثر من ذلك، قد يصيبه بالخمول، ويقلل من شغفه تجاه التعلم.
(8) تحدث مع طفلك حول الأحداث الهامة
عليك أن تتوسع في الحديث مع طفلك حول الأحداث الإخبارية، والسياسة، والمواضيع التي يدرسها في المدرسة، وشجعه على إبداء رأيه في تلك المواضيع، فالأطفال الذين يشاركون في محادثات عائلية، ينجحون في التواصل مع المعلمين، وغيرهم من البالغين.
(9) شجع طفلك على صنع الهدايا والبطاقات
ساعد طفلك على صنع الهدايا، وبطاقات التهنئة المصنوعة يدويًا، واجعله يستخدم إبداعه في كتابة الأشعار، وعبارات التهنئة للأقارب والأصدقاء، في مناسبات كالأعياد وغيرها.
(10) أشرك طفلك في القرارات العائلية
اجعل طفلك يشعر بأهمية رأيه، ودعه يساعد في اختيار وجبات الطعام، وخطط السفر وزيارة الأقارب، وأطلب منه المساعدة في المهام المنزلية.
يجب عليك أن تفسح المجال لفضول طفلك وأسئلته الكثيرة، بل وتحاول أن تعزز ذلك من خلال التواصل الجيد معه، والإجابة عن كل ما يدور في ذهنه، ومشاركته في استكشاف الأمور.
قد يعجبك: أهمية التعزيز الإيجابي في تربية الأبناء