أهمية التعزيز الإيجابي في تربية الأبناء
تعد تفاعلات الآباء مع تصرفات الأبناء من أهم الأمور التي تلعب دورًا واضحًا في التربية، لذا فمن الضروري أن تسأل نفسك، كيف كان رد فعلك حينما ارتكب طفلك خطًأ ما؟ وهل كرر الطفل مثل هذا السلوك لأكثر من مرة؟ وعلى الجانب الآخر هل كنت تلاحظ الأشياء الجيدة التي يقوم بها الطفل؟ وهل مدحته أو كافأته بطريقةٍ ما؟مفهوم التعزيز الإيجابي
التعزيز الإيجابي هو أحد أنماط علم النفس السلوكي، ويتم فيه تقديم بعض المحفزات الجذابة بعد القيام بسلوك معين، مما يزيد من احتمالية تكرار نفس السلوك مستقبلًا.ويعد التعزيز الإيجابي من أنجح الطرق المستخدمة في تربية الأبناء، فمكافأة الطفل على السلوك الجيد، سيعزز قيام الطفل بنفس السلوك مرات أخرى.
وتنقسم أنواع المعززات الإيجابية إلى 4 أنواع محتلفة:
- المعززات الطبيعية وهي التي تحدث مباشرةً بشكلٍ طبيعي بعد سلوك معين (مثل قيام الطفل بالمذاكرة بشكلٍ جيد الذي ينتج عنه النجاح).
- المعززات الرمزية وهي تكون شبيهة بنظام المكافآت، حيث يحصل الطفل على نقاط أو نجوم بعد القيام بسلوك جيد، ويتم تحويلها بعد فترة إلى هدية أو مكافأة.
- المعززات الاجتماعية والتي تتضمن موافقة الآخرين وتأييدهم للسلوك من خلال عبارات الثناء والإشادة (جيد، أحسنت، عمل رائع..)
- المعززات الملموسة وتشمل المكافآت المادية والملموسة مثل المال، الألعاب، الحلوى...
كيف نستخدم التعزيز الإيجابي في تربية الأطفال
غالبًا ما يهمل الآباء الأشياء الإيجابية التي يفعلها أطفالهم، وعوضًا عن ذلك يكون التركيز على السلوكيات السلبية فقط، لأنها تكون مزعجة، ولكن الواقع يقول أن كل ما تتم ملاحظته والتعليق عليه من سلوكيات الطفل، سيتكرر مجددًا، فإذا كان التدقيق دائمًا للسلوكيات السلبية للطفل، فلا غرابة أنها سوف تتكرر بشكل أكثر إزعاجًا.
من المهم بنفس القدر، إن لم يكن أكبر، أن نركز مع السلوكيات الإيجابية لأطفالنا، وعلينا أن نتأكد أن النتائج المترتبة على سلوكٍ ما، هي المتحكم الأول في ذلك السلوك.
قد يتوهم البعض أن مكافأة الطفل على السلوك الإيجابي هي بمثابة الرشوة، ولكن الحقيقة أننا جميعًا نتلقى المكافأة على أي شيء جيدٍ نقوم به في المنزل، أو في العمل، ودائمًا ما يكون ذلك حافزًا هائلًا لنا على مواصلة السلوك أو العمل الجيد الذي حصلنا بسببه على تلك المكافأة.
ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء، استخدام المحفزات والمكافآت بشكلٍ غير فعال، وذلك عندما يكافئون الطفل عند التوقف عن السلوك غير اللائق، مثل "سأعطيك الحلوى عندما تكف عن الأنين" ، وهذا الأمر يرسخ عند الطفل أن المكافأة تكون مرتبطة بالقيام بالسلوك السيء، وعلى العكس من ذلك تمامًا فإن مكافأة الطفل على سلوكه الجيد، هو أكثر إيجابية.
من السهل استخدام التعزيز الإيجابي للحفاظ على السلوك المطلوب، فقط كل ما على الأم و الأب فعله، هو الانتظار وملاحظة أي سلوك إيجابي يقوم به الطفل، ثم تعزيزه بالثناء والإشادة، أو منح مكافآت وامتيازات خاصة.
فوائد استخدام التعزيز الإيجابي
التركيز على السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الطفل، من أكثر الأمور الهامة بالنسبة للأبوة والأمومة، واعتياد الطفل على ذلك النمط من التربية سيعزز بلا شك من ثقته في نفسه، وسيساهم في غرس القيم الجيدة سريعًا في شخصيته، كما سيجعله أكثر تمييزًا للأمور عندما يواجه اختيارات مختلفة في الحياة.
لا تظهر أهمية التعزيز الإيجابي فقط في العلاقة بين الأب والأم / والابن ، ولكنها تظهر أيضاً في العلاقة بين الأزواج، والموظفين ومدرائهم، فالناس يميلون دائمًا إلى التركيز على السلوكيات السلبية، والمعاقبة عليها، ولكن القليل منهم هو من يتبنى التعزيز الإيجابي، الذي أثبت بما لا يدع مجال للشك تأثيره الكبير في تعزيز السلوك الجيد وزيادة الإنتاجية.
من المؤكد أن ملاحظة الأطفال وهم يقومون بالعمل الجيد، وتحفيزهم على مواصلته، من خلال المعززات والمكافآت، سيكون له تأثير عظيم على الجو العام داخل المنزل، وعلى الحالة النفسية للطفل.