recent
أحدث الموضوعات

خصائص لغة الطفل والفروق الفردية المؤثرة في لغة الأطفال

خصائص لغة الطفل والفروق الفردية المؤثرة في لغة الأطفال

خصائص لغة الطفل والفروق الفردية المؤثرة في لغة الأطفال

كتب: أحمد مجدي


تُعد "المحاكاة" عنصرًا أساسيًا في رحلة تعلم الطفل للغة، فالطفل بطبيعته الفطرية يميل دائمًا إلى تقليد من حوله خلال مراحل نموه الأولى.


ولذلك فالتقليد والمحاكاة كعمليتين مرتبطتين ببعضهما البعض، من أفضل وسائل التعلّم، وأسهل طريق لاكتساب المهارات اللغوية والسلوكية، ودائمًا ما تتفاوت قدرة الأطفال على المحاكاة بناءً على مستوى النمو العقلي للطفل، كما تتأثر أيضًا بالبيئة المحيطة بالطفل.


ومن الأمور الدالة على اتخاذ الطفل للكلام كوسيلة للتعبير عن الأفكار ونقل المعنى؛ ألا يضطر للتمثيل الحركي ليعبر عن أفكاره واحتياجاته، ويشرع في النطق بما يُعبر عنها.


ومع بلوغ الطفل عامه الرابع، فمن الطبيعي أن يبدأ يتكلم بثبات، بل ويكون كثير الكلام بشكلٍ ملحوظ، نظرًا لما يعيشه من تجربة وحالة جديدة، فالطفل في هذا العمر يكاد لا يمل من الكلام مع كل من حوله، حتى إنه قد يتحدث مع الألعاب والدُمى، كما تتميز تلك المرحلة العمرية عند الأطفال بكثرة طرح الأسئلة.


تكون للأطفال في عمر (4 إلى 6 سنوات) رغبة واضحة في معرفة معاني الكلمات، بالإضافة إلى خلطها بالهزل والمزاح، وأيضًا التلاعب بالكلمات التي لها الوزن نفسه، ومع تدرج الطفل في النمو يبدأ باستخدام جُمل أطول عند الكلام، وهو ما يُعد موشرًا إيجابيًا للكفاءة اللفظية؛ فاستخدام الطفل لجُمل تتكون من كلمتين، يعتبر تحسنًا ملحوظًا في فاعلية الاتصال لديه.


يتصف النمو اللغوي للأطفال في هذه المرحلة العمرية بالزيادة السريعة والمستمرة في عدد المفردات التي يكتسبها الطفل، مع الأخذ في الاعتبار بأن اكتساب بعض المفردات اللفظية تكون أسهل من مفردات لفظية أخرى.


قد يعجبك: النمو اللغوي عند الأطفال ومراحله المختلفة


خصائص لغة الطفل

لغة الطفل في مراحله العمرية المبكرة، هي بمثابة الأساس الذي عليه يُبنى تعلُّمه للقراءة والكتابة، ونمو اللغة عند الطفل يتأثر بلا شك بالبيئة المحيطة به، كما هو الحال بالنسبة للنمو العقلي والنمو الاجتماعي.


ومن أهم خصائص لغة الطفل:


التعلُق بالمحسوسات لا المجردات

في مرحلة ما قبل المدرسة، تُدرك معظم الكلمات التي يستخدمها الطفل عن طريق الحواس، فأولى الكلمات التي يتعرف عليها الطفل وينطق بها تكون لما يراه بعينه مثل (بابا - ماما - قطة - كلب - كرسي ...إلخ).


أما الكلمات ذات الدلالة المعنوية (فرح - حزن - غضب ..إلخ) فلا تظهر في لغة الطفل إلا في مراحل متقدمة من النمو اللغوي، وكذلك الأفعال، والنعوت التي تصف الأشكال والأحجام والأوزان؛ حيث يتعلمها الطفل بمرور الوقت من خلال ربط الصفة بالمحسوسات.


البساطة وعدم الدقة

يبدأ القاموس اللغوي للطفل في النمو تدريجيًا خلال السنوات الأولى من حياته، وبحسب بعض المتخصصين قد يبلغ القاموس اللغوي للطفل حوالي ألفي كلمة مع بلوغه سن السادسة.


ومع قلة خبرة الطفل، وقدرته على التعميم، قد يكتنف الغموض كثيرًا من كلماته، وفي الغالب سيستخدم الطفل كلمة معينة من قاموسه اللغوي المحدود للتعبير عن أكثر من فكرة، وأكثر من احتياج، وهنا يظهر أهمية دور الأبوين في محاولة استنباط الغرض من استخدام الطفل للفظٍ معين، ومحاولة تعليم الطفل الدلالة الصحيحة للكلمة.


ولما كانت الكلمات التي ينطقها الطفل غير منفصلة عن غيرها من الكلمات، فقد ترِد في جُملٍ عدة بمعانٍ مختلفة، بحسب اختلاف تركيب الجُمل التي تقع فيها تلك الكلمات؛ ولذلك فمن الشائع جدًا أن يختلط الأمر على الطفل حين يسمع كلمة جديدة، ويحاول أن يستخدمها في صيغة جديدة بالنسبة له.


تمركز لغة الطفل حول ذاته

من الأمور الشائعة عند الأطفال في المراحل الأولى من النمو اللغوي، أن تتمركز لغة الطفل حول نفسه، فقد يتحدث الطفل مع نفسه خلال اللعب، وهذا الحديث ما هو إلا طريقة للتعبير عن الأفكار؛ ومع عدم وجود وظيفة محددة لهذا النوع من الكلام، إلا إنه يُستخدم كوسيلة لتعزيز النشاط الذي يمارسه الطفل، وهذا بالتحديد ما يُمكن ملاحظته عند رؤية طفل يلعب ويتحدث إلى نفسه، فهو على الأرجح يفعل ذلك من أجل تعزيز استمتاعه باللعب.


الطفل له مفاهيمه خاصة

تتكون مفاهيم الطفل عن الأشياء من خلال الخبرات التي يمر بها، وأيضًا بتأثير البيئة المحيطة به، وحتى يبلغ الطفل سن دخول المدرسة، تكون لديه مفاهيم خاصة تختلف عن الكبار، حيث تكون لألفاظه دلالات مختلفة عن دلالات الألفاظ نفسها عندما يستخدمها الكبار.


ومن أكبر الأخطاء التربوية الشائعة في تلك المرحلة العمرية، أن يُقاس الطفل بالكبار فيما يتعلق بقواعد اللغة وتراكيبها؛ فلا ينبغي أن يُعطى الطفل مفاهيم وتراكيب لغوية يعجز عن استيعابها في مثل تلك السن، وبالتالي قد يُصاب بإحباط، وتتأثر عملية نموه اللغوي بالسلب.


الفروق الفردية في لغة الأطفال

من الطبيعي أن تتفاوت قدرات الأطفال الجسدية، والعقلية، وكذلك اللغوية؛ فمعدل التحصيل اللغوي للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة قد يتفاوت حتى بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة، وهذه الفروقات من السهل أن يلحظها الأبوين ومُعلمي الروضة.


فقد نجد طفلًا طليق اللسان، ولديه قدرة عالية على التعبير، وآخر لديه صعوبات وبطء في التعبير؛ وهناك عوامل عدة تؤثر في تفاوت القدرات اللغوية بين الأطفال.


البيئة المنزلية

تُعد البيئة المنزلية المحيطة بالطفل من أهم العوامل التي تؤثر في قدراته اللغوية، حيث يكتسب الطفل كثير من الخبرات من خلال تلك البيئة؛ فلو نشأ الطفل في بيئة توفر له المُحفزات والمثيرات من كتب، وصور، وقصص، وبطاقات تعليمية، وألعاب، فإن تحصيله اللغوي تحدثًا وكتابةً سوف يزداد بسرعة.

وهذا ما نلحظه عند التحاق الأطفال بالمدرسة، فنجد أحدهم لديه القدرة على كتابة بعض الكلمات، وآخرلا يعرف شيئًا عن ذلك.


يختلف الأطفال في السن الذي يكونون مستعدين فيه لتعلم القراءة، فبعضهم يبدأ في الثالثة، وقد يتأخر البعض حتى الخامسة، كما تتفاوت سرعة التقدم في القراءة من طفلٍ لآخر، لذلك من الضروري أن يقوم الأبوان في فترة ما قبل المدرسة بتنويع طرق وأساليب تدريب الطفل على القراءة.


قد يعجبك: أسباب تجعل الطفل يكره القراءة


مستوى الذكاء

من الأمور التي لا شك فيها، أن مستوى الذكاء يتفاوت بين عموم البشر، وبالتبعية فالأمر نفسه ينطبق على الأطفال في جميع مراحلهم العمرية.


الذكاء يساعد الطفل على أن يكون مهيأً للنطق والكلام بشكلٍ أسرع، ويمنحه القدرة على استخدام اللغة بشكلٍ أفضل، والربط بين مفرداتها.


المؤثرات الاجتماعية والتربوية

يتأثر النمو اللغوي للطفل إما إيجابًا أو سلبًا بالظروف الاجتماعية المحيطة به، وكذلك الأساليب التربوية المُتبعة من الأبوين.


من أهم الأمور التي تؤثر بالإيجاب في النمو اللغوي للطفل: إثارة الطفل للكلام وترغيبه في ذلك بشكلً مستمر، وذلك من خلال التحدث أمامه بكلمات يسهل عليه فهمها، أو تحفيزه من خلال طرح الأسئلة البسيطة التي يستطيع الإجابة عليها، وإشراكه في الحديث الذي يدور داخل المنزل.


وعلى الجانب الآخر فإن معاملة الطفل بأسلوب استبدادي وعنيف، سيكون له آثار كارثية على نموه اللغوي، ويعيقه بشكلٍ كبير عن اكتساب اللغة؛ فالأساليب الاستبدادية في التعامل مع الطفل تفرض عليه أن يظل صامتًا معظم الوقت، وتحرمه من الإفصاح والتعبير عما يريد.


صحة الطفل

من المؤكد أن الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة يتفوقون بشكلٍ ملحوظ في النمو اللغوي على الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية.


شخصية الطفل

الطفل الذي يتمتع بشخصية اجتماعية ومتكيفة نفسيًا مع الآخرين، يتحدث بشكلٍ أفضل وأسرع.


ولا شك أن تكوين شخصية الطفل يعتمد بدرجة كبيرة على الأساليب التربوية التي يتبعها الأبوين.


الرغبة في التواصل

عادة ما يكون الطفل الذي لديه رغبة قوية في التواصل مع الآخرين أقدر من غيره على تعلم اللغة واستخدامها.

لذلك ينبغي على الأبوين أن يمنحا الطفل فرصًا كثيرة للتواصل مع العالم الخارجي.


قد يعجبك: أهمية التعزيز الإيجابي في تربية الأبناء

google-playkhamsatmostaqltradent